اللَّهُمَّ إليْكَ أشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي .. وقِلَّةَ حِيلَتِي .. وهَوَانِي عَلَى النَّاسِ .. أنتَ أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ .. أنتَ رَبُّ المسْتَضْعَفِينَ .. وأنْتَ رَبِّي .. إلَى مَنْ تَكِلُنِي ؟ .. إلَى بَعِيدٍ يتهمني .. أمْ إلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أمْرِي .. إنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ غَضَبٌ عَليَّ فَلا أُبَالي .. غَيْرَ أنَّ عَافِيَتَكَ هِيَ أوْسَعُ لي .. أعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الذِي أشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ .. وَصَلُحَ عَلَيْهِ أِمْرُ الدُّنيَا والآخِرَةِ .. أنْ يَحِلَّ عَليَّ غَضَبُكَ .. أو أَنْ يَنْزِلَ بِي سَخَطُكَ .. لَكَ العُتْبَى حَتَّى تَرْضَى .. وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا بِكَ "
(رواه الطبراني ..)
اشعر بها خارجة من قلبه - صلى الله عليه وسلم – بعد ما فقد النصير في مكة بموت حنانه وحبه خديجة بنت خوي لد وحماه بين قريش عمه أبو طالب في عامه الحزين .. توجه إلى الطائف آملاً النصير .. لكنه وجد ظلاماً أشد مما ترك .. وقسوة أقسى مما خلف .. رباه ألهذا الحد تكون القسوة .. فاستقبلوه بالطائف أسوأ استقبال .. فحزن أيما حزن .. فخرجت كلماته من قلبه .. ضراعة من فقد النصير ولم يجد حوله إلا العدو اللدود .. ضراعة من استنفذ كل الأسباب ولم يبقى أمامه إلا رب الأسباب .. ضراعة من فقد كل ما على الأرض منتظر تدخل السماء .. ضراعة من غلقت أمامه الأبواب ولم يبقى إلا رب الأبواب .. و التضــــرع والتضرع أن تلجأ لباب الله تستغيث .. أن تصرخ بقلبك وروحك وكيانك تبكي ذليلاً بين يدي القادر المقتدر .. أن تمد يديك بحاجتك لأبعد ما تستطيع وتتغلف بدموع الفقر واللجوء .. أن تنادي كل ذرة في جسدك وكل زفرة في روحك بالنجاة ممن يملك طوق النجاة .. هو عبادة المصائب والكوارث.. هو عبادة الأنبياء .. هو سبيل المؤمنين في كل وقت وحين .. حفاوة بعد جفاء سمع الله - عز وجل - ضراعة رسوله .. فأراد أن يبدله جفاء الأرض بحفاوة السماء .. ظلمة الأرض بنور السماء .. سعة السماء بدل ضيق الأرض .. عالم الملأ الأعلى بعالم الناس القاصر ..