العلمانية بالكسر أو بالفتح هما واحد في وجهة نظري القائمة على أسس معرفية من خلال دراسة ، وأظن سيادتك قد تطرقت لذلك من خلال استعراض أقوال عديد ممن كان لهم قولا في ذلك الموضوع .
فعلى سبيل المثال أورد لك من مقال سيادتك ما يقيم كلامي :
" ويقف د. مراد وهبة - أستاذ الفلسفة- و كذلك الكاتب السوري هاشم صالح إلى جانب "العلمانية الشاملة" التي يتحرر فيها الفرد من قيود المطلق والغيبيّ وتبقى الصورة العقلانية المطلقة لسلوك الفرد، مرتكزاً على العلم والتجربة المادية. " وعليه فإن تصوري على أسس معرفية سابقة ووجهة نظر خاصة أيضا يقوم على أن هناك عِلمانية و عَلمانية وهما بالطبع مختلفان إلا أنهما يؤديان لغاية واحدة في المنتهى . هذا من جانب
ومن جانب آخر أرى أن الدين الإسلامي عَلماني عِلماني بطبعه ! غير أن صفة الكهنوت ـ إطلاق العنان للمشائخ ـ الدخيلة عليه أودت بمعنى المصطلح للهاوية . وقد يستغرب البعض وحتى سيادتك من قولي هذا بأن الدين الإسلامي عَلماني عِلماني بطبعه فمن وجهة نظر خاصة غير شاذة ولا خاطئة أقول : عندما ننظر لوزن المصطلحين في اللغة نجد أن عَلماني توازي عقلاني في حين يساوي المصطلح عِلماني صفة إنساني ، وأظن أن تلكما الصفتان لا تخفي على مسلم أو غير مسلم منصف أو غيره بأنهما لقيا حثا خاصا متكررا في غير موضع في القرآن الكريم ، لذلك يصبح المصطلح ( المخيف ) بمسمياته هو ديني في الأساس ، ولكن خيبة الشعوب النامية أنها وجب عليها أن تأخذ ما هو مجهز مسبقا أو ما جُهز لها أو ما كان جاهزا أصلا وإن لم يوافق منهجها .
وأتذكر الآن الطرفة التي تقول (( اللي يخاف من العفريت يطلعله )) فبينما نحن نحذر العَِلمانية وقد نقدح من يصمنا بها بسب وقذف غير يسير وكفر مرير فإذا بالإسلام يقرها بتقنين ولكننا عن هذا كنا غافلين .