العيد .. حالات

يقبل العيد ,, فينثر في القلوب فرحة كبرى ,, يتهادى بخيلاء في قلوب الأطفال ,, وإرتقاب الكبار .

يقبل العيد ,, يصنع للإنسان وبالإنسان معجزة الأيام ,, فكل عام وأنت بخير يا إنسان !

يقبل العيد ,, وفي بعض القلوب غصة ,, أوطان من حولنا يأكل أبناؤها الخوف والجوع والفقر ,, ولا شيء يعيد لفلسطين بريقا" مفقودا",, ولا شيء يرسم ابتسامة جوفاء على شفاه طفل حزين ,, ولا شيء سوى صوت الألم يضرب بعنفوانه دون هوادة ,, ويقلب الأيام على البشر لا فرح يطل من وراء هم ,, ولا ضوء يتسلل من خلف عتمة !

يقبل العيد ,, وأطفال بابل تحصدهم الكوليرا ,, وتقضي على كهولهم ونسائهم مرارة الوجع والبرد والأنين ,, ولا أنيس سوى الليل ,, ولا صديق سوى العتمة ,, وما من حل يلوح ,, فالوطن كله في مهب الريح والأيام ,, والمرض وحده يتنقل دون خوف ليأكل كل شيء ,, ويحصد كل الإبتسامات الجميلة من شفاه تبحث عن ظل ابتسامة فلا تجد خلا الدمع !

يقبل العيد ,, وهذا الجوع بشبحه اللعين يظلل مساحات شاسعة من هذا العالم المترامي ,, النائم بعضه على معاناة إنسانية لا تنتهي ,, والإنسان في مسعاه نحو الحياة يقتات الجفاف ,, ويحتسي الآلام ماء من جمر ,, وما حولهم سوى الفتات ,, وما حولهم سوى فضلات طعام لا تؤدي إلاّ إلى هلاك !

يقبل العيد ,, والإنسان في بعض البقاع يحمل الألم زوادة طريق ,, ويرافق الصمت طيفا" لصديق ,, كأنه والأنواء من حوله في صراع مستمر من أجل الإستمرار لا أكثر !

يقبل العيد ,, ودعاؤنا مستمر أن يحفظ الله تعالى أحبة لنا في كل مكان ,, وأن يعود كل غائب إلى عشه لينثر الفرح في قلوب تنتظره بلهفة المشتاق ,, وحنين المنتظر على جمر!

أشكرك على جميع مواضيعك ...........