تتضارب المشاعرداخلي......

تتضارب المشاعرداخلي......
ولاأعلم ماالذي أبقاني على قيدالحزن والإستيقاظ أبي ياصاحب القلب الكبيرإنك معي ولست معي تسمعني ولاتجيب إشتقت لصوتك يناديني
بي حنين بي أنين بي من السنين مالاأقوى على حمل تفاصيلهاعلى أكتاف ذاكرتي المنهكة
هل هذاهوالخذلان؟
خذلان من؟وممن؟أهي الحياة؟
أم هم اللذين أحببتهم ولم يشعروا؟
أم أولئك اللذين أحبوني ولم أشعر؟أم هي نفسي خذلتني حين منحت من لايستحق مالايستحق؟
ولم أمنح من يستحق مايستحق؟أجبني؟أبي كم أشعربالضياع ببعدك عني فأنت من رسمت لي خارطة دربي ومنحتني تأشيرة الدخول لأراضي الإستقراروالأمان علمتني معاني الحياة والحب وحلقت بي إلى مدن الدهشة والفرح مارست شقاوتي أمام نضجك أستعرض ثقافتي في مدرستك أعودإليك بلاذاكرة أسردالأحداث لك والآن لاتتدقق النظرفي وجهي ولاتحاول قراءة ملامحي لكي لاتقرأ ألوان الهم بداخلي عيونك تسألني لاتسلني عني وعنه وعنهاولاتطالبني بسردتفاصيل سردتني ولابتعرية جرح ماعاديستره شيءولاتحاول قياس مساحة الرعب داخلي كي لاترعبني أكثر...
.....................................................................................................


sola_solay

سيدتي ، تقبلي تعازي المتاخرة ، وكلماتي المتناثرة هنا ألقيها لا للقراءة بل للتذكرة . احمدي الله على ما أخذ فما أعطى وأنعم لايحصى ولا يعد { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } واعلمي أن كل ما يأتِ من الله خير .
كلماتك الرائعة بحزن ذكرتني بوالدتي ولكني لم انساها بل بلجوئي إلى الله ذكرتها بود وحب هي تنقصني لحياتي الطبيعية ولكن الله كاف عبده ، فعسى أن تكرهي شئ وهو خير لكِ فأنتِ لاتعلمي أن يخبء الله لعباده الخير .

لقد أفرز حزنك هنا مساحة من الكلمات الرائعة ، والمقاطع المذهلة لأن تراجع أكثر من مرة رغم إبهامها البسيط الراجع لخصوصية العلاقة بينك وأبيكِ . " ماالذي أبقاني على قيدالحزن والإستيقاظ " تكفي كي تعبر عن كل ماكتب بعدها ، سيدتي .. لقد اختزلت هذه المقطوعة الحزينة بذلك التساؤل المهيب في بدءها .

من جرب فقط هذا الشعور ـ في ظني ـ هو من سيفهم هذه الكلمات " بي حنين بي أنين بي من السنين مالاأقوى على حمل تفاصيلهاعلى أكتاف ذاكرتي المنهكة " فبالفعل حين هاجمني خبر وفاة أمي كان ما كتبتِ هنا يحدث لي ولمدة غير يسيرة وأستطيع القول وإلى الآن وكأنني أستمع لشريط مرئي في كامل تركيزي واهتمامي شاحذا كل مشاعري وعواطفي أو هي شاحذتني حتى الألم دون فِكاك .


أعود مكررا أن من يفهم ذلك لابد له وأن جرب مرارة فراق أبدي ، سيدتي ،لقد نالت من دموعي كلماتك التالية ... " أم أولئك اللذين أحبوني ولم أشعر؟ " لقد كان علمي بأن أمي تحبني كابن هو شعور عادي لم يبلغ مكانة معنى اليقين الحسي اللامحسوس ! إلا بعد فوات مافات فلقد يقنت أن أمي لم تحب كما أحبتني . أتساءل وأنها لم تثبت ذلك فقد راحت وأجيب ، لقد أثبت ثم راحت وكان استرجاعي لشريط ذكرياتي المنهك بكل تفاصيله ما هو إلا تاملي في تلك الإثباتات وحياتي فيها .


سيدتي
لا أدري ماذا أقول
ولكن حمدا لله على كل حال

أشكرك سيدي لفهمك لكلماتي لأنك وثقت بمنبع الكلام وسبرت عمقه

لك مني ألف تحية ودعاء وأرحب بلك أشد ترحيب