لا مناسبة دامعة لكتابة هذا, عدا, ربما, سعادة ذكرتني في جموحها بدموع سابقة, وإذا بي أفسد فرحتي, بحزني على سخاء دمعي في ما مضى.
أريد استرجاع دموعي التي ذرفتها هباء بغباء.
أجد عزائي في قول نزار: " إن الإنسان بلا دمع ذكرى إنسان ".
غير أني لفرط ما كنت إنسانة بكل ماتعنيه تاء التأنيث من سذاجة, نسيت أن أبقي يعض دموعي لفرحة كهذه.. أن أحتفظ بها كما كان نيرون يفعل, إذ بكى يوم إحراقه روما.. دمعتان مقابل مدينة تحترق بكل عظمتها.
طالب بإناء صغير لجمع دموعه فيه قطرة .. قطرة, لم يجرؤ أحد على تنبيهه إلى أن الدمع يتبخر ويجفّ, وأنه صالح للإستعمال مرة واحدة.
فالدمع نبع يتدفق حتما" نحو الأسفل, ولا مجال لإعادته لمنبعه, كاإستحالة إعادة المطر صعودا" نحو السماء.
وحده الحزن في إمكانه أن يفعل ذلك عندما يتحرش با لذاكرة, ذلك أنه عندما يتوقف دمعنا, تبدأ دموع الأشياء من حولنا في الإنهمار.
إنه كيد الذاكرة, في محاولة إستدراجنا للبكاء أثناء دعوتنا إلى المشي إلى الوراء.
فالبعض ينجو من الفخاخ التي تنصبها له الذكريات.. وأخريات يغرقن في بركة دموعهن, مزايدات على الخنساء عويلا".
فبينما يباهي الرجل بكونه " عصيّ الدمع شيمته الصبر " , تفاخر المرأة بأن لا صبر لها, وتعرض فائض دمعها على جلادها.
فالنساء كلهن سواء.. فهن يعتقدن أن مجموع 2+2=5 إن هنّ بكين.. نكتة كان يطلقها برنارد شو.
الحقيقة أن النساء لطالما بكين, لإعتقادهن في كلّ حب أن 1+1=1.
لكن الإنصهار الذي حلمن به دائما" مع الرجل, كثيرا" ماتحوّل إلى إنشطار فجائعي, لحظة إكتشافهن منطقه الأناني في الحساب.
إذ في إمكان 1+1 أن يساويا لديه ثلاثة فأكثر, بحكم إعتقاده الراسخ , أن إمرأة واحدة لا تكفي لتكون نصفه.