الناس على ثلاثة انواع منهم محب للخير بطبعه يحب مساعدة الناس ولا يظلمهم، ومنهم محب للظلم لا يهتم بمعاناه الاخرين ولا يهتم بمساعدتهم متى انتهت مصلحته، ومنهم من هو بين هذا وذلك يساعد الاخرين ويظلمهم أحياناً ولكنه يرجع ويتوب ويطلب من الاخرين مسامحته ويرجع للناس حقوقهم
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في تهذيب مدارج السالكين :
" ومنشأ جميع الأخلاق السافلة ، وبناؤها على أربعة أركان : الجهل والظلم والشهوة والغضب"
والظلم: من الظلام تجد الظالم يتخبط فيه فيحمله على وضع الشيء في غير موضعه ، فيغضب في موضع الرضا ، ويرضى في موضع الغضب ، ويتكبر في موضع التواضع
فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربِه عز وجل أنه قال : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا)
فقد حرم الله الظلم على نفسه .. وجعله بين الناس محرمـًا لانه يوقع المجتمع كله في الهلاك والفتن وما ظهر الظلم بين قوم إلا كان سببا في هلاكهم ، وتعجيل العقوبة
فمن لم يحكم بما انزل الله وبما امر به رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم او يراعي حقوق العباد ويتعرض لاعراضهم فهو من الظالمين
يقول الله تعالى
( تلك حدود الله فلا تعتدوها، ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون)
( وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه)
والظلم انواع ..
فمنه ظلم بين العبد وبين الله، وهو الشرك بالله... أ لم يقل الله تعالى في سورة القمان: ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)
ومنه ظلم بينه وبين نفسه، لقوله سبحانه: (فَمِنْهُمْ ظَـٰلِمٌ لّنَفْسِهِ)
ومن انواعه .. ظلم بين المرء وبين الناس
يعتدي على الناس في دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم.. ولا بد من يوم تؤدى فيه المظالم إلى أهلها، فإن لم يؤدها في الدنيا ؛ أديت في الآخرة من حسناته.
وهو المفلس كما في الحديث: أتدرون من المفلس ؟ قالوا: يا رسول الله ، المفلس فينا: من لا درهم له، ولا متاع ؛ قال: المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وأعمال كالجبال، ويأتي وقد شتم هذا وضرب هذا وسفك دم هذا وأخذ مال هذا ؛ فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه ؛ أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار .
فيا كل اب لا تظلم زوجتك و اولادك، ويا صاحب العمل لا تظلم من هم تحت يديك من عمال وموظفين، ويا أصحاب الرتب والمراكز والسلطان لا تظلموا عباد الله، ويا كل راع لا تظلم رعيتك.. فدعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين.
yolla