اقسام التوحيد
1- توحيد الربوبية : وهوإفراد الله سبحانه وتعالى في امورثلاثة : في الخلق والملك والتدبير . الخلق: دليل ذلك قوله تعالي ( أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) [الأعراف : 54] الملك دليل ذلك قوله تعالى ( ولله مُلك السموات والارض ) التدبير : هو الأمر (( أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ )
2- توحيد الإلوهية : وهو إفراد الله عز وجل بالعبادة بألا تكون عبدا لغير الله ، لا تعبد احدا غيره .. لا تعبد إلا الله وحده فتفرد الله عز وجل وحده بالتأله والتعبد ولهذا يسمى توحيد الوهية .. ويسمى توحيد عبادة ، فما معني العبادة ؟ تطلق العبادة على امرين على الفعل الذي هو التعبد فيقال : عبد الرجل ربه عبادة وتعبدا ، وتطلق على المفعول أي المتعبد به وقد عرفها ابن تيمية رحمه الله بقوله ,, العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة . الأدلة على ان الله متفرد بالإلوهية : قال تعالى ( وما ارسلنا قبلك من رسول إلا نوحي اليه انه لا إله إلا انا فاعبدون ) الانبياء -25 .، وقوله تعالى ,,ولقد بعثنا في كل امة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ،،النحل 36 ، وقوله تعالى ,, شهد الله انه لا إله الا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط ،، آل عمران -18 فهذا دليل واضح على انه لا إله إلا الله عز وجل ، أشهد ان لا إله إلا الله وانتم تشهدون أن لا إله إلا الله هذه الشهادة الحق .
3 -توحيد الاسماء والصفات : وهذا هو الذي كثر فيه الخوض ،فانقسم الناس الي 3 اقسام وهم: ممثل ومعطل ومعتدل ، والمعطل إما مكذب او محرف. واول بدعة حدثت في هذه الامة هي بدعة الخوارج ، للأن زعيمهم خرج على النبي صلى الله عليه وسلم ( وهوذو الخويصرة من بني تميم) حين قسم النبي ذهبية جاءت فقسمها بين الناس حين قال للنبي : يا محمد.. إعدل ! فكان هذا أول خروج ٌٌُخًُُرج به على الشريعة الاسلاميةثم عظمت فتنتهم في أواخر خلافة عثمان ، وفي الفتنة بين علي ومعاوية ..فكطفروا المسلمين واستحلوا دماءهم . ثم حدثت بدعة القدرية- مجوس هذه الأمة - الذين قالوا إن الله سبحانه وتعالى لم يقدر أفعال العباد وليست داخلة تحت مشيئته وليست مخلوقة له ، بل كان زعماؤهم وغلاتهم يقولون إنها غير معلومة لله ، ولا مكتوبة في اللوح المحفوظ وأن الله لا يعلم بما يصنع الناس ، إلا اذا وقع ذلك ويقولون إن الأمر (أٌنف) أي مستأنف وهؤلاء أدركو آخر عصر الصحابة ، فقد أدركوا زمن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وعبادة بن الصامت و جماعة من الصحابة لكنه في أواخر عصر الصحابة؛ ثم حدثت بدعةالإرجاء وأدركت زمن الكثير من التابعين ، والمرجئة هم الذين يقولون أنه لا تضر مع الإيمان معصية ! انت مؤمن - تقول نعم ، يقول لك : لا تضرك المعصية مع الإيمان .. تزني وتسرقوتشرب الخمر وتقتل ما دمت مؤمنا ، فأنت تؤمن كامل الإيمان وإن فعلت كل معصية ، لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية :إن كلام القدرية والمرجئة حين رده بقايا الصحابة كان في الطاعة والمعصية والمؤمن والفاسق ، لم يتكلموا عن ربهم وصفاته ، فجاء قوم من الأذكياء ممن يدعون أن العقل مقدم على الوحي ، فقالوا قولا بين القولين ، قو المرجئة وقول الخوارج - قالوا : الذي يفعل الكبيرة ليس بمؤمن كما قال المرجئة ، وليس بكافر كما قال الخوارج ، بل هو بين منزلتين ، هذا في احكام الدنيا ، اما في الآخرة فهو مخلد في النار ، فهم يوافقون الخوارج في الآخرة لكن يخالفونهم في الدنيا. ثم ظهرت بدعة الجهمية ( نسبة الى جهم بن صفوان ) وهي لا تتعلق بمسألة الأسماء والأحكام ، مؤمن أو كافر أم فاسق ، أم في منزلة بين منزلتين بل تتعلق بذات الخالق ، انظر كيف تدرجت البدع في صدر الإسلام حتى وصلوا الى الخالق جل وعلا وجعلوا الخالق بمنزلة المخلوق ، يقولون كما شاؤوا ، فيقولون هذا ثابت لله وهذا غير ثابت ، هذا يقبل العقل العقل أن يتصف الله به وهذا لا يقبل العقل ان يتصف به ، فحدثت بدعة الجهمية والمعتزلة ، فانقسموا في أسماء الله وصفاته الى اقسام متعددة: 1- قسم قالوا : لا يجوز ابدا أن نصف الله لا بوجود ولا بعدم لانه إن وصف بالوجود اشبه الموجودات ، وإن وصف بالعدم أشبه المعدومات وعليه يجب نفي الوجود والعدم عنه ، وما ذهبوا اليه ؛ فهو تشبيه للخالق بالممتنعات والمستحيلات ؛ لان تقابل العدم والوجود تقابل نقيضين ، والنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان ، وكل عقول بني آدم تنكر هذا الشيء ولا تقبله ، فانظر كيف فروا من شيء فوقعوا في أشر منه ! 2- وقسم آخر قالوا: نصفه بالنفي ولا نصفه بالإثبات ، يعني : أنهم يجوزون ان تسلب عن الله سبحانه وتعالى الصفات لكن لا تثبت يعني : لا نقول هو حي ، وانما نقول : ليس بميت ! ولا نقول : عليم بل نقول : ليس بجاهل ! .. وهكذا ، قالوا لو شبهته بالموجودات ، لانه علي زعمهم كل الاشياء الموجودة متشابهة ؛ فانت لا تثبت له شيئا ، واما النفي فهو عدم ، مع ان الموجود في الكتاب والسنة في صفات الله من الإثبات أكثر من النفي بكثير 3- وقسم قالوا : يثبت له الأسماء دون الصفات ، وهؤلاء هم المعتزلة .. اثبتوا اسماء الله ، قالوا : إن الله سميع بصير قدير عليم حكيم .. لكن قدير بلا قدرة ، سميع بلا سمع ، بصير بلا بصر ، عليم بلا علم ، حكيم بلا حكمة . 4- وقسم رابع قالوا : نثبت له الاسماء حقيقة ، ونثبت له صفات معينة دل عليها العقل وننكر الباقي ، نثبت له سبع صفات فقط و الباقي ننكره تحريف لا تكذيبا ، لأنهم للو انكروه تكذيبا كفروا لكن ينكرونه تحريفا وهو ما يدعون انه ( تأويل ) الصفات السبع هي مجموعة في قوله : له الحياة والكلام والبصر سمع ارادة وعلم واقتدر فهذه الصفات لان العقل دل عليها وبقية الصفات مما لم يدل عليها العقل ، فنثبت ما دل عليه العقل ، وننكر ما لم يدل عليه العقل .. وهؤلاء هم الاشاعرة ، آمنوا بالبعض ، وانكروا البعض . فهذه هي اقسام التعطيل في الاسماء والصفات وكلها متفرعة من بدعة الجهمية ، ,, من سن في الإسلام سنة سيئة ، فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة ،، حديث صحيح أخرجه مسلم. اللهم ثبتني وإياكم على أمرنا وديننا وان لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا .ولقد قيض الله لكل بدعة من يدحضها بالحق ، ومن جملة الذين بينوا البدع وقاموا قياما تاما بدحضها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله . اخوتي واخواتي : قمت بنقل اقسام التوحيد من كتاب ( شرح العقيدة الواسطية ) للشيخ محمد بن العثيمين رحمه الله وفي نهاية شرحه لاقسام التوحيد دعا للتسلح بالعلم حتى نكون عل بينة من امر ديننا وحتى نكون مجتهدين بالسنتنا وأقلامنا للأعداء الله سبحانه وتعاللى . وفقكم الله لما فيه مرضاته ، وأعاننا جميعا في هذا الزمان الذي اشار اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه ( القابض فيه على دينه كالقابض على جمرة من النار ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
منقووووول